لاضافة تعليق على احد الموضوعات إضغط على عنوان الموضوع ليتم فتحه فى صفحه جديده أو إضغط على كلمة التعليقات أسفل كل موضوع

ملحوظه : الصور التى فى يمين الصفحه بالظغط عليها تدخل الى الموقع المشار اليه فى كلمات الصوره

السبت، 9 أكتوبر 2010

عبيد الجنس والويسكى


تسع انواع من الادمان
تسعة أنواع من الإدمان يفرضها الحنين
عبيد الجنس والويسكى

إعداد وترجمة: منى بكر




الإدمان.. هل هو مرض يتطلب علاجا أم سلوك سيئ يتطلب تدخلا قويا لإصلاحه وتقويمه ؟ وهل الإدمان يتوقف فقط عند إدمان المخدرات والخمور ؟ وهل يمكن أن تتحول بعض سلوكياتنا إلى إدمان؟ الإجابة عن هذه الأسئلة نشرتها مجلة «تايم» الأمريكية فى عددها الأخير من خلال تقرير شامل حول أنواع الإدمان وأشهر المدمنين.

المجلة رصدت تسعة أنواع من الإدمان هى إدمان الخمور والمخدرات والتدخين والقهوة والطعام والمقامرة والتسوق والجنس والإنترنت. كانت المؤسسة الطبية الأمريكية قد أعلنت عام 1950 أن إدمان الخمور مرض وليس تراجعا أخلاقيا كما كان يعتقد فى الماضى. ولكن على الرغم من أن إدمان الخمر له نفس سمات أى نوع آخر من الإدمان مثل الأعراض الجانبية ومرور المريض بنفس مراحل المرض والتى غالبا ما تنتهى بالعجز أو الموت، إلا أنه يختلف عن أى نوع آخر من أنواع الإدمان. فالعلم لم يستطع اكتشاف السبب الذى يدفع أى إنسان إلى تناول الخمر بشراهة إلى حد الإدمان إذ إن تناول الخمر ليس إجباريا، بل إن الشخص يطلب تناوله بنفسه. كمدمن الكحول أو المخدرات . أما علاج إدمان الخمور فيشمل العلاج بالحديث أو الفضفضة وتناول بعض الفيتامينات، إلى جانب اللجوء إلى حضور جلسات العلاج الجماعى والذى تقوم به جمعية مدمنى الخمور المجهولين. أنشأ هذه الجمعية غير الرسمية عام 1935 اثنان من مدمنى الخمور، أحدهما أقلع عن تناول الخمر، بينما كان الآخر لايزال مدمنا، ونجحت الجمعية بالفعل فى علاج عدد كبير من مدمنى الخمور من خلال دعم المجموعة لبعضهم البعض، لكن الأبحاث والإحصاءات التى أجريت مؤخرا تؤكد أن هذا النوع من العلاج لا ينجح مع جميع المدمنين، بل ينجح مع البعض ويفشل مع البعض الآخر، فنسبة نجاحه تصل إلى عشرين بالمائة فقط، وهذه النسبة لا تقتصر فقط على علاج مدمنى الخمور، بل تنطبق أيضا على مدمنى المخدرات بأنواعها والذين تسهم جمعية المدمنين المجهولين فى علاجهم أيضا.
وعلى الرغم من أن علاج الإدمان لم يطرأ عليه أى تغيير منذ عشر سنوات - كما يؤكد دكتور مارتين باولاس -أستاذ الطب النفسى بجامعة كاليفورنيا - إلا أن مجلة التايم تبشر بأن هذا الاعتقاد يبدو أنه أوشك أن يتغير، فقد نجح الباحثون خلال السنوات العشر الأخيرة فى الوصول إلى فهم صحيح للأسباب الجسدية التى تؤدى إلى الإدمان. واستطاع العلماء من خلال استخدام أحدث أجهزة الأشعة للتوصل إلى إجابات للعديد من الأسئلة مثل طبيعة الخلل الذى يصيب عقل الشخص المدمن وأى المواد الكيماوية بالمخ يحدث بها خلل واضطراب وما هى المناطق التى تتضرر وتتلف فى مخ المدمن. والأهم من ذلك أن العلماء نجحوا أيضا فى الوصول إلى فهم تفصيلى للآثار العميقة والشاملة للإدمان على مخ الإنسان وذلك من خلال الدخول فى عمليات صناعة الذاكرة والغوص فى مشاعر المدمن. ومن خلال كل ما توصل إليه من معرفة شرع الباحثون فى ابتكار أنواع جديدة من العقاقير التى تصفها المجلة بأنها مبشرة فيما يتعلق بالتخلص من حالة الحنين التى تنتاب المدمن بعد العلاج و لا يستطيع مقاومتها فتؤدى به إلى الانتكاس والعودة إلى الإدمان من جديد وتعد مشكلة الحنين هذه هى أصعب المشكلات التى تواجه المدمن حتى إذا كانت لديه رغبة حقيقية وقوية فى الشفاء من الإدمان.
ومن ناحية أخرى تشير دكتورة نورا فولكو رائدة استخدام صور المخ لفهم طبيعة الإدمان إلى أن الإنسان بدأ فى تعاطى المخدرات منذ بدء الإنسانية وأنه سيظل دائما لديه رغبة فى تجربة الأشياء التى تجعله يشعر بالسعادة. ويرجع ذلك وفقا لما نشرته المجلة إلى حقيقة أن المخدرات تعمل على وظائف المخ التى كان الإنسان البدائى يستخدمها من أجل البقاء فى عالمه العدائى المخيف فى الماضى، فالمخ البشرى مبرمج على أن يعطى اهتماما أكبر للأشياء الواضحة بالنسبة له مثل التهديد. و من هنا فإن المخدرات تستفيد من هذه البرمجة المسبقة. عند تعاطى أى شخص للمخدرات تختل ذاكرته و مهارات اتخاذ القرار والتكيف لديه، مما يؤدى إلى حالة الحنين القوى التى تنتاب المدمن. وتشير الدكتورة نورا هنا إلى أن هناك بعض الأشخاص يكون لديهم استعداد جينى للإدمان، لكن أى شخص يتعاطى المخدرات أو الكحول حتى لو لم يكن لديه هذا الاستعداد يصبح مدمنا لأن الإدمان يعمل على وظائف معينة بالمخ. والأمر لا يتوقف فقط عند إدمان المواد المخدرة أو الخمور بل يشمل الإدمان أيضا أنواعا أخرى من الإدمان منها إدمان المقامرة أو التسوق أو الجنس، فهذه السلوكيات قد تكون فى البداية مجرد عادات ثم تتحول إلى نوع من الإدمان. وقد أجرت الدكتورة نورا فولكو أبحاثا حول هذه المسألة، وكانت نتيجة الأبحاث إيجابية. فمثلا الأشخاص الذين يعانون من السمنة المرضية ظهر لديهم نشاط زائد فى بعض مناطق المخ وهى المناطق المسئولة عن عملية الأكل والتى تعطى إشارات للفم واللسان. وتشير الدكتورة نورا إلى أن تنشيط هذه الأماكن بالمخ هو بمثابة فتح أبواب السعادة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، وبالتالى فإن أى شىء يمنح الإنسان شعورا بالسعادة قد يتحول إلى نوع من الإدمان. ولكن المجلة تعود لتؤكد أنه ليس كل إنسان معرض لأن يصبح مدمنا ذلك لأن مخ الإنسان يحتوى على مناطق تحليلية تعمل على تقييم الآثار والنتائج المترتبة على سلوكياتنا وتعمل على التخلص من فكرة البحث عن المتعة من أجل المتعة. تابع الدكتور مارتين باولاس حالة مجموعة من المدمنين الذين كانوا يخضعون للعلاج بأحد المستشفيات الأمريكية لمدة أربعة أسابيع واكتشف فى النهاية أن المرضى الذين ترتفع لديهم نسبة الانتكاس خلال عام من انتهاء العلاج هم أنفسهم الذين كانت قدرتهم على إنجاز الأعمال الجماعية أقل من غيرهم، وكذلك قدرتهم على التكيف على القوانين الجديدة. ويشير دكتور مارتين إلى أن هذا يعنى أن هؤلاء المرضى سوف تكون مهارتهم فى استخدام أجزاء المخ المسئولة عن اتخاذ القرار. كما أظهرت أشعة المخ التى أجريت لهؤلاء المرضى مستويات منخفضة فى نشاط الأجزاء المسئولة عن جعل التفكير العقلانى يتفوق على السلوك الانفعالى. لكن دكتور مارتين لم يستطع تحديد هل المخدرات هى السبب فى انخفاض مستوى هذه القدرات أم أن اضطراب هذه القدرات هو ما أدى إلى الإدمان. أما الشىء المؤكد فهو أن هذه الحالة سواء كانت سببا فى الإدمان أو نتيجة له فهى تخص بعض المرضى دون غيرهم أى أن بعض المرضى لديهم شىء فطرى مختلف. والغريب أن دكتور مارتين اكتشف أنه أصبح يستطيع بنسبة تتراوح ما بين 80 % إلى 90 % أن يتنبأ إذا ما كان هذا المريض سوف يتعرض لانتكاسة أم لا خلال سنة بمجرد إجراء أشعة على المخ.

وتهتم الأبحاث فى الوقت الحالى بالوصول إلى وسيلة يمكن من خلالها تقليل تأثير المواد الكيميائية الموجودة بالمخ والتى تحمل إشارات السعادة ومن ثم تخفيف تأثير المخدرات على الإنسان. وتوضح المجلة أن هناك مجموعة تعرف بـ3D ضمن أجهزة الاستقبال بالمخ والتى تعرف بـ dopamine receptors ، تتزايد هذه المجموعة فى حالات تعاطى مواد معينة مثل الكوكايين والميثافيتامين والنيكوتين، مما يجعل المريض نهما للمزيد من هذه المواد. لكن دكتور فرانك فوسى يؤكد أنه مثلما توجد طريقتان لإيقاف السيارة هما تقليل ضخ البنزين أو الضغط على الفرامل، فإنه يوجد أيضا طريقتان لعلاج الإدمان. فإذا اعتبرنا أجهزة الاستقبال بالمخ أو ال dopamine receptors هى البنزين فإن أنظمة الكبح بالمخ هى الفرامل. لكن هذه الفرامل الطبيعية لدى المدمن تكون خادعة لأن المخ لا يتشبع قبل أن يتأكد من رسائل الاستمتاع التى ترسلها المخدرات. وتشير المجلة إلى أن الدراسات الحديثة أظهرت أن الهرمونات تلعب دورا كبيرا فى الإدمان. فالنساء وفقا لهذه الدراسات أكثر عرضة لتناول النيكوتين فى الفترة الأخيرة من الدورة الشهرية. وقد دفع هذا الاكتشاف العلماء إلى البحث عن الظروف البيولوجية الأخرى التى تدفع الرجال و النساء إلى الإدمان والتى تؤثر فى كيفية تلقيهم للعلاج. وقد شهدت الأبحاث الخاصة بإدمان الكحول تقدما ملحوظا فيما يخص الفروق البيولوجية بين الرجال والنساء. أظهرت الأبحاث أن النساء اللاتى يدمن الخمر يتعافين ويتقدمن فى العلاج ويصلن إلى الشفاء أسرع من الرجال. وأرجع العلماء ذلك إلى الطريقة التى تسمى عملية التمثيل الغذائى للخمر لدى النساء. فالنساء لديهن نسبة أقل من الماء فى أجسادهن و نسبة أقل من الـ alcohol dehydrogenase . كل هذه العوامل تؤثر على نسبة تركيز الكحول فى الدم لدى النساء، مما يعنى أن النساء يشربن خمرا أقل مما يحتاجه الرجال للوصول إلى أقصى مراحل السعادة.

لكن رغم أهمية الدراسات الخاصة بالمعدة إلا أن المخ يظل هو كلمة السر فى الإدمان، ولذلك فقد أجرت دكتورة نورا فولكو عام 1985 أشعة تعرف بـ«أشعة بت» على بعض المدمنين لرصد الصفات المميزة للمخ وخلاياهم العصبية بما فى ذلك ضغط الدم وتمثيل الجلوكوز ومستوى الدوبامين. وبعد عام من العلاج والابتعاد عن المخدرات أجرت نورا أشعة على مخ هؤلاء المرضى لتجد أنهم بدأوا يعودون إلى الوضع الذى كانوا عليه قبل تعاطى المخدرات. الغريب أن بعض الباحثين اخترعوا جهازا يطلق رائحة تشبه تماما رائحة الخمر داخل أنف المدمن بعد شفائه أثناء إجراء أشعة ليروا تأثير هذه الرائحة على مخ مدمن الخمر. ووجد الاطباء أن المخ يصبح مثل شجرة الكريسماس عند تعرض المدمن لأى شىء يذكره بالخمر. هذا الجهاز قد أفاد فى تدريب المدمنين على كيفية الصمود أمام مثل هذه المثيرات فى المستقبل وتقوية أجهزة الكبح لديهم.
تقدم المجلة عدة تعريفات للإدمان من خلال مجموعة من العلماء. ترى الدكتورة نورا فولكو أن الإدمان هو ألا تستطيع أن تبتعد عن الشىء الذى تريد الابتعاد عنه رغم أنك تعرف آثاره السلبية فيتغلغل فى حياتك وتنفق عليه المزيد والمزيد من الأموال، بينما يرى الدكتور مارتن باولاس أن الإدمان لا يتعلق بمواد معينة، بل يتعلق بإحداث خلل ما فى عملية السعادة حيث تختل نقطة الاتزان فيصبح المدمن بحاجة إلى المزيد والمزيد لكى يرتاح. أما دكتور سكوت لوكاس الذى يعمل بمستشفى ماك لين فيعرف الإدمان بأنه مرض يصيب المخ بانتكاسة تجعل الانسان يستخدم المخدرات ويبحث عنها بشكل خارج عن سيطرته. ويستمر الإنسان فى ذلك على الرغم من أنه يعلم تماما الأضرار الصحية والاجتماعية المترتبة على ذلك. بينما يرى دكتور جوزيف فراسيلا مدير أحد مستشفيات الأعصاب أن الإدمان يحدث عندما يصبح السلوك متكررا ومفرطا وما يدفع المريض إلى ذلك هو نداء يقول لهم: «المخ يقول أن هذا جيد فلنفعل ذلك مرة أخرى».
وتشير المجلة إلى أن الإدمان كان دائما محل نقاش وجدل سواء فى الواقع أو فى الأفلام التى تناولت هذه القضية. وهناك نجوم أدوا دور المدمن فى التمثيل و فى الواقع فى الوقت نفسه مثل روبرت داونى الذى كان مدمنا فى الواقع وقام بدور شاب مدمن فى فيلم Less Than a Dream عام ,1987 هذا إلى جانب العديد من مشاهير هوليوود الذين دمرهم الإدمان مثل النجم كيرب كوبان مؤلف الأغانى وعازف الجيتار وأشهر مطربى فريق نيرفانا وبيتى فورد زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق جيرالد فورد التى أدمنت الخمور وبعد رحلة علاج ناجحة قررت إنشاء مركز بيتى فورد لعلاج الإدمان، كذلك النجمة إدى سدجويك وبيلى هوليداى وغيرهما.



ليست هناك تعليقات: