لاضافة تعليق على احد الموضوعات إضغط على عنوان الموضوع ليتم فتحه فى صفحه جديده أو إضغط على كلمة التعليقات أسفل كل موضوع

ملحوظه : الصور التى فى يمين الصفحه بالظغط عليها تدخل الى الموقع المشار اليه فى كلمات الصوره

السبت، 9 أكتوبر 2010

قضية الاختلاط بين الجنسين


قضيه الاختلاط بين الجنسن



الاختلاط

كثيرا ما كان هذا الموضوع مثارا للجدال و النقاش ، وحقلا خصبا للندوات الفكرية والتجمعات الشبابية،حيث ينقسم أي تجمع في كل مرة إلى قسمين،أحدهما يعارض مبدأ الاختلاط ويرفضه بشدة ويدلل عليه ببراهين لا أول لها ولا آخر، والآخر على النقيض تماما فهو يؤيد الاختلاط ويتعصب لرأيه ويستحضر الدلائل و ما شابه…..ويظل الصراع محتدما بين الطرفين ويمتد ساعات وساعات وكل منهما يدافع عن وجهة نظره واعتقاده،وينتهي الأمر كما بدأ ولا يتم ترجيح كفة على أخرى .
ولقد أردت أن أسلط الضوء على هذه القضية الشائكة وأعتصر كل الآراء لأصبها في كوب واحد لا يكلف المرء نفسه عناء في تناوله.
يعتقد البعض بأن الاختلاط وسيلة ناجحة للتقارب الفكري بين الجنسين،حيث تسنح الفرصة لكي يغزو كل منهما عالم الآخر ويستشف خباياه،فالشاب على سبيل المثال يتطلع بفضول إلى سبر أغوار الفتاة من حيث أسلوب تفكيرها و ميولها واهتماماتها حتى يتسنى له مستقبلا اختيار فتاة أحلامه بطريقة صحيحة وفاعلة،وعلى هذا النمط نجد الفتاة أيضا مع فارق بسيط وهو طبيعتها الأنثوية الخجولة التي تكبح جماحها وتدفعها إلى الانتظار حتى يهل وافد من الجنس الآخر الذي بطبيعته أكثر جرأة.
من ناحية أخرى فقد لا يحسن كلا الجنسين تسيير علاقتهما في الاتجاه الصحيح المألوف وذلك استجابة لبعض النزوات الفطرية التي جبلا عليها وفقدا السيطرة عليها ،فيكتسي مفهوم الاختلاط برداء داكن تسبب فيه كلاهما ودون أن يشعرا يشوهان هذه العلاقة بأيديهما ويحكمان عليها بالفشل الاجتماعي..
وفي واقعنا الذي نحياه نجد أنه لا مفر من الاختلاط في الحياة العملية في الجامعة أو العمل… مما يتسبب في مشكلة عامة وهي الشعور المطلق بوجود حاجز بين الجنسين و صعوبة التكيف مع الواقع الجديد مما يؤثر سلبا على النشاط الجماعي بمختلف ألوانه..مما جعل البعض ينادي بضرورة الاختلاط في فترات سنية مبكرة قد تصل إلى مراحل التعليم الأساسي حتى يتكيف كلا الجنسين منذ البداية على مشاركة بعضهما البعض في الأعمال المشتركة مما يمهد الطريق للمستقبل ليتلاشى الحاجز وتختفي المشكلة تدريجيا.
و رغم أنه بذلك قد تم إيجاد حل للمشكلة إلا أنه بذلك تبرز مشكلة أخرى لا تقل أهمية وهي توجيه العلاقة بالطريقة الملائمة لتفادي حدوث خلل أو انحراف في السلوك النفسي لدى الجنسين على السواء تبعا لمؤثرات خارجية طارئة لا مجال لسردها الآن مما يعتبر أمرا غاية في الصعوبة ،فالتوجيه لا بد أن يكون مقرونا بالرقابة التي يستحيل أن تلعب دورها بشكل دائم لتفادي مثل ذلك الانحراف.
و ترى آخرين يقولون بأنه لا بأس من الاختلاط المشروط بمعنى الاختلاط الذي يكون مقيدا تبعا للظروف المحيطة وطبيعة المجتمع و أفراده ،بحيث يكون هناك حد فاصل لا يجوز اجتيازه بأي حال من الأحوال مما يحقق بعضا من التوازن بين الآراء المتضاربة في هذا الشأن.
وينظر آخرون إلى ذلك من باب العادات و التقاليد التي تقف سدا منيعا أمام إقامة علاقات مشتركة تحت أي مسمى ،حتى ولو كانت في وجهتها السليمة التي من المفترض أن تنتهجها،أضرب لذلك مثلا حين يجلس الشاب و الفتاة في مكان عام ويتحدثان في أمور تخص اهتماماتهما المشتركة ،فتجد الأنظار كلها معلقة بهما ويفتح الباب على مصراعيه (للقيل و القال) وعبثا يحاول كل شخص أن يحلل و ينتقد و نادرا ما يتسم تحليله بالأدب و العفة مما يثير نوعا من الصخب و البلبلة ما كانت لتحدث.
و تجد فريقا آخر لا يولي اهتماما لكل تلك الأمور السابقة ،و يهتف باسم الدين رغم أنه أحيانا لا يكون ضليعا في أمور دينه ، و تراه يصدر من الفتاوى ما يحلو له و ما يحقق نزعاته و ميوله النفسية دون مرجع لعلماء الدين و أهل التشريع.
إن الإسلام لا يحرم الاختلاط ما دام التزم هذا الاختلاط بمجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر وإلا كان كان اختلاطا عبثيا منهيا عنه، ولعلي أذكر هنا على سبيل المثال أن يلتزم كلا الجنسين باللباس الشرعي، ولا يخرجان عن الآداب العامة في الحوار، ولا يخلو شاب وفتاة ببعضهما، وأن يكون هدف الاختلاط ساميا ونبيلا، فضلا عن تحلي الشاب والفتاة بالخلق الإسلامي..
لا أنكر أن قضية الاختلاط شديدة الحساسية ، ولكني حاول قدر الإمكان أن أقلل من شدتها بوضعها في دائرة الضوء و تحليلها من مختلف الجهات حتى يلم القارئ بكافة الآراء التي تتعلق بهذا الموضوع،ويحدد وجهة نظره في النهاية بروية و دونما تعصب والله الموفق وعلى الله قصد السبيل….


ليست هناك تعليقات: